لحظات صدق لــ مصطفى عبده

الأحد، 10 فبراير 2013

قرأت فبكيت

اللهم نستمد بك المنحة ، كما نستدفع بك المحنة ، ونسألك العصمة ، كما نستوهب منك الرحمة .
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ، ويسر لنا العلم كما علمتنا ، وأوزعنا شكر ما آتيتنا ، وانهج لنا سبيلا يهدي إليك ، وأنت على كل شئ قدير .
قاصمة الظهر
بعد أن استأثر الله بنبيه صلى الله عليه وسلم ـ وقد أكمل له ولنا دينه ، وأتم عليه وعلينا نعمته ، كما قال تعالى { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} وما من شئ في الدنيا يكمل إلا وجاءه النقصان ، ليكون الكمال الذي يراد به وجه الله خاصة ، وذلك العمل والدار الآخرة ، فهي دار الله الكاملة . قال أنس :" ما نفضنا أيدينا من تراب قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أنكرنا قلوبنا " .
واضطربت الحال ، ثم تدارك الله الإسلام ببيعة أبي بكر ، فكان موت النبي صلى الله عليه وسلم ( قاصمة الظهر ) ومصيبة العمر :
فأما عليٌ فاستخفى في بيته مع فاطمة . وأما عثمان فسكت .
وأما عمر فأهجر وقال :" ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما واعده الله كما واعد موسى   ، وليرجعن رسول الله صلى الله عليه وسلم فليقطعن أيدي الناس وأرجلهم  
وتعلق بال العباس وعليٌ بأمر أنفسهما في مرض النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال العباس لعلي : " إني أرى الموت في وجوب بني عبدالمطلب ، فتعال حتى نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن كان هذا الأمر فينا علمناه .
وتعلق بال العباس وعليٌ بميراثهما فيما تركه النبي صلى الله عليه وسلم من فدك وبني النضير وخيبر .
واضطرب أمر الأنصار يطلبون الأمر لأنفسهم ، أو الشركة فيه مع المهاجرين..
وانقطعت قلوب الجيش الذي كان قد برز مع أسامة بن زيد بالجرف  .
عاصمة
فتدارك الله الإسلام والأنام ـ وانجابت [ الغمة ] انجياب الغمام ، ونفذ وعد الله باستئثار رسول الله  وإقامة دينه على التمام ، وإن كان قد أصاب ما أصاب من الرزية الإسلام ـ بأبي بكر الصديق رضي الله عنه .
وكان ـ إذ مات النبي صلى الله عليه وسلم ـ غائباً في ماله بالسنح  ، فجاء إلى منزل ابنته عائشة رضي الله عنها ـ وفيه مات النبي صلى الله عليه وسلم ـ فكشف عن وجهه ، وأكب عليه يقبله وقال : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، طبت حياً وميتاً ـ والله لا يجمع الله عليك الموتتين، أما الموتة التي كتب الله عليك فقد متها ،  ثم خرج إلى المسجد ـ والناس فيه ، وعمر يأتي بهجر من القول كما قدمنا ـ فرقي المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :" أما بعد أيها الناس ، من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ـ ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ". ثم قرأ { وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل إفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين } " آل عمران :" فخرج الناس يتلونها في سكك المدينة كأنها لم تنزل إلا ذلك اليوم  .
واجمعت الأنصار في سقيفة بين ساعدة يتشاورون ، ولا يدرون ما يفعلون ، [و بلغ ذلك المهاجرين ] فقالوا : نرسل إليهم يأتوننا ، فقال أبو بكر ، بل نمشي إليهم ، فسار إليهم المهاجرون ، منهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة ، فتراجعوا الكلام ، فقال بعض الإنصار : منا أمير ومنكم أمير  . فقال أبو بكر كلاماً كثيرا مصيباً ، يكثر ويصيب ، منه : نحن الأمراء وأنتم الوزراء ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " الأئمة من قريش "   وقال :" أوصيكم بالأنصار خيراً : أن تقبلوا من محسنهم ، وتتجاوزوا عن مسيئهم ". إن الله سمانا ( الصادقين وسماكم ( المفلحين 1) وقد أمركم أن تكونوا معنا حيثما كنا فقال : { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين } ( التوبة :119) إلى غير ذلك من الأقوال المصيبة والأدلة القوية ، فتذكر الأنصار ذلك وانقادت إليه ، وبايعوا أبا بكر الصديق رضي الله عنه  .
وقال أبوبكر لأسامة : انفذ لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال عمر : كيف ترسل هذا الجيش والعرب قد اضطربت عليك !؟ فقال : لو لعبت الكلاب بخلاخيل نساء المدينة ، ما رددت جيش أنفذه رسول الله صلى الله عليه وسلم   .
وقال له عمر وغيره : إذا منعك العرب الزكاة فاصبر عليهم . فقال : " والله لو منعوني عقالا بعير كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه . والله لأقاتلن من فرق بين الزكاة والصلاة "
قيل ومع من نتقاتلهم ؟ قال : " وحدي ، حتى تنفرد سالِفَتي   "
وقدَّم الأمراء على الأجناد والعمال في البلاد مختاراً لهم ، مرتئياً فيهم ، فكان ذلك من أسد عمله ، وأفضل ما قدمه للإسلام  .
وقال لفاطمة وعلي والعباس : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لا نورث ما تركناه صدقة ". فذكر الصحابة ذلك  
وقال سمعته صلى الله عليه وسلم يقول :" لا يدفن نبي إلا حيث يموت  " وهو في ذلك كله رابط الجأش ، ثابت العلم والقدم في الدين
رضى الله عنك ابى بكر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق